الأربعاء، 17 يونيو 2009

صلح داكار...خواطر ناخب مغترب


إشتدي أزمة تنفرجي ، هكذا كنت أنظر ـ وإن من بعيد ـ إلي أزمة وطني الحبيب و تجاذباته السياسية و الإعلامية الحامية الوطيس، فمنذ أن أطاح العسكري بالمدني ، أو حتي قبل ذلك بأيام ، ومرجل الساحة السياسية في موريتانيا علي نار لا تكاد تعرف الهدوء ، تعلو وتهبط ألسنة لهبها بين الفينة و الأخري طبقا لمزاج مسعريها علي إختلاف أشكالهم لا يستهويني هنا كثيرا الحديث عن الماضي والخوض فيه ، بكل آلامه و آماله ، بقدرما أريد إقتناص هذه اللحظة الهامة في تاريخ بلاد السيبة الحديث ، للتعبير أولا عن مشاعر الغبطة و السرور كأي مواطن موريتاني عادي إثر إجتماع مفاوضي داكار الوطنيين علي كلمة سواء عساها أن تجنب البلاد ويلات صراع كان ينذر بتلاشي وطن هش. في إعتقادي أن الموريتاني إنسان بسيط ، يعشق السلم و الصلح ، وينفر من الصراعات وعدم الإستقرار ، ولعل هذا هو ما يفسر إستتباب الأمن في البلاد منذ زمن طويل ،ولا يعود ذلك أبدا إلي عبقرية إدارة أمننا ، وقوة جيشنا، علي أهمية دورهما، إذ لم تستطع ذلك بلدان أخري في المنطقة أقوي منا عشرات المرات ، ومن أين لها بمواطنين يجنحون بالفطرة إلي السلم كما هو حال الموريتانيين ! من هذه الزاوية بالذات كنت أتابع بإهتمام بالغ آخرالأخبار الساخنة القادمة من موريتانيا علي براق الشبكة العنكبوتية ، أمضي ساعات من يومي في تصفح المواقع الإخبارية الوطنية تلهفا لمعرفة جديد الساحة و مايدور فيها من أحداث. بعض المرات كنت أخاف من أسئلة الآخرين لي عن ما يدور في وطني ، وعن الأزمة والإنقلاب ، لأن الإنسان في الخارج برأيي يجب عليه أن يتكلم بخير عن وطنه ـ خصوصا إذا كان حديثه موجه لغير الموريتانين ـ أو يصمت إن لم يستطع ، و إن كان لايرضيه ما يحث هناك، وإلا فالينزل إلي الميدان. اليوم نحمد الله الذي ألف بين قلوب شركاء الأزمة الماضية ـ لا أعاد الله بمثلها ـ في إنتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة ، و كلنا أمل في أن يكون الناخب الموريتاني علي وعي تام هذه المرة بأهمية هذه الإ نتخابات المصيرية فلا يترك الآخرين يقررون بإسمه ويرسمون نيابة عنه ملامح مستقبله الخاص و العام ، بل عليه أن يستيقظ باكرا يوم الزحف الإنتخابي ، ويتوجه إلي مكتب التصويت واثقا من نفسه ، ويدلي بصوته بكل قناعة و حرية وجرأة ، لايخاف إلا الله و العسكر علي رئيسه القادم. فيا تري هل ستلدغ موريتانيا من نفس الجحر مرة تاسعة و عاشرة؟ لا سمح الله!

ليست هناك تعليقات: